*باسيل يفلفش" آخر أوراقه"... والعقوبات ثالثهما*

عاجل

الفئة

shadow


كتبت كلير شكر في "نداء الوطن": لا شكّ أنّ جبران باسيل يعيش حالة تخبط داخلية، بين ما يريده وما يعرض عليه، بين ما يحتاج إليه وما هو متوفر أمامه. الأكيد أنّ الرجل يمارس سياسية الالتباس المقصود. تلك الضبابية التي يغلّف فيها حقيقة موقفه، ليست عبثية، وإنما مبرمجة. عن قصد لا يكشف كامل أوراقه. يترك الحبال تلعب في الفضاء الفاصل بينه وبين بقية القوى السياسية، ويترك للوقت أن يحسم اللغط.فعلاً، لا حليف له في هذه اللحظة إلّا الوقت. فالوقت كفيل بتحقيق بنك أهدافه، والأرجح أنّ هذا البنك يتدرّج من رفع العقوبات الأميركية عنه إلى الاتفاق مع ««حزب الله» للاتيان برئيس يستطيع عن حق أن يكون شريكه المضارب. أمّا غير ذلك من كل السيناريوات المطروحة أمامه، فهو بالنسبة اليه أشبه بعمليات انتحارية ستقضي عليه في السياسة، عاجلاً أم آجلاً. وهذا ما أدى سريعاً إلى سقوط سيناريو الاتفاق مع قوى المعارضة على مرشح ثالث. لا يناور باسيل حين يقول إنّه عاجز عن التصويت لسليمان فرنجية. هو مقتنع أنّه مهما بلغ حجم الضمانات وجديتها والتي ستوضع أمامه بمثابة تطمينات، سيُسحب، رغم ذلك، بساط السلطة من تحت قدميه. سيتعرض لحملة تذويب سريعة ومكثّفة ستفقده مفاتيح النفوذ والقوة، خصوصاً وأنّ فرنجية يتشارك مع باسيل التحالف مع ««حزب الله» والعلاقة الطيبة مع سوريا، والزعامة على منطقة الشمال. ولهذا تراه يردّ كل العروض التي قدمها ويقدّمها ««حزب الله» في سبيل تأمين تأييده لرئاسة فرنجية. حتى أنّه يُقال إنّ الأخير قطع الأمل من امكانية انقلاب باسيل على موقفه. من جهة أخرى، يواجه باسيل ضغط القوى المسيحية الرافضة لترئيس فرنجية، خصوصاً اذا قررت هذه القوى تصليب موقفها أكثر للمكوث نهائياً في صفوف المعارضة، الأمر الذي يساعدها على تعبئة المزاج المسيحي لمصلحتها اذا ما افتقد العهد الجديد لرعاية دولية جدية تسمح له بقيادة مشروع انقاذي. وبالتالي ستُحرج المعارضة، «التيار الوطني الحر» في الشارع المسيحي وستسلبه ما تبقى من مناطق نفوذه.لكنه بالمقابل، يدرك أنّ ««حزب الله» ومهما بلغ حجم التباعد بينه وبين «التيار»، لن يجد غيره حليفاً مسيحياً يمكن الركون إليه في أي تسوية رئاسية. حتى وليد جنبلاط لا يزال في مربّع الحياد ولو أنّه أهمل ورقة المقاطعة لكنه التقط الورقة البيضاء. ما يعني أنّ الحاجة إلى شريك مسيحي، من جانب «الحزب» هي شرّ لا بدّ منه.غير أنّ كلّ هذه الاعتبارات، لا تحجب الهدف المركزي لجبران باسيل، وهو نزع العقوبات الأميركية المفروضة عليه. يجلس رئيس «التيار» في مقرّه في ميرنا الشالوحي منتظراً. يكفيه أنّ العقم يصيب مخططات الترشيح، في كلا الاصطفافين لكي يزداد قناعة وعناداً في موقفه. بين يديه آخر أوراقه، إمّا يستثمرها بطريقة صحيحة ومع الفريق الأقوى، وإما يخسر كل شيء

الناشر

علي نعمة
علي نعمة

shadow

أخبار ذات صلة